الفوركس Forex ، ما هو؟

فوركس (Forex) كلمة مركبة من الأحرف الأولى للمصطلح (Foreign Exchange) وتعني السوق الذي يتم فيها تبادل العملات العالمية. يعتمد هذا السوق على سياسة الحكومات، المضاربين، المصارف المركزية، شركات الخدمات البنكية، المستثمرين وغيرهم من المؤسسات المالية. بحسب التقديرات فإن حجم التداول اليومي في سوق الفوركس هو 4 تريليون دولار يوميا ، مما يجعل سوق الفوركس اكبر سوق للتداول في العالم . يتميز سوق الفوركس بانه مفتوح للتداول 5 ايام في الاسبوع على مدار 24 ساعة يوميا الامر الذي يوفر مرونة عالية في اوقات التداول وهو غير مربوط او محدود بحسب منطقة زمنية معينة فهو يجمع 3 اقسم تداول مختلفة هي القسم الاوروبي ,الاسيوي والامريكي .سوق الفوركس هو سوق مبني على حركة ازواج العملات وامكانية الربح متوفرة في الارتفاع والانخفاض.

في السابق، اقتصرت الإمكانيات المتاحة أمام المتداول في سوق الفوركس على التوجه إلى المؤسسات المصرفية التجارية التي تتعامل بتداول العملات لأهداف استثمارية أو تداولية. لكن في العام 1971 شهد تداول العملات ارتفاع هائل في أعقاب تعميم الدول الرئيسية لعملاتها، ويعتبر الكثيرون هذه الخطوة انطلاقة سوق الفوركس المعاصر.

في أيامنا هذه، إضافة إلى المستوردين والمصدّرين الذين يتعاملون بالفوركس،ثمة طيف واسع من المشاركين في نشاط السوق، من بينهم صناديق التحوّط، المضاربون، مديرو المحافظ، متداولي التجزئة. لكل فئة من المذكورين دوافعها الخاصة للمشاركة في سوق الفوركس. تتراوح هذه الدوافع من مجرد دفع ثمن البضائع، مرورًا بخدمات التحوّط من المجازفة، حتى المضاربة المحضة.

عموما، حريٌّ بمتداول فوركس بالتجزئة أن يستعين بصانع للسوق أو بوسيط للفوركس. يختار المتداول زوج العملات التي يرغب في تداوله طبقا لما يخلص إليه بوحي من بحثه وتحليله. كان دور وسيط الفوركس في وقت مضى يقتصر على تنفيذ أوامر التداول دون التدخل وإعطاء النصائح. أما في وقتنا هذا، فإن العديد من الوسطاء يقدمون النصائح والتوصيات اليومية، بل والبحث والتحليل.

لكسب المال في الفوركس، يستطيع المتداول شراء عملة ما بسعر معين بهدف بيعها لاحقا بسعر أعلى (أي يقوم بما يسمى long position) محققًا بذلك ربحا يساوي الفرق بين السعر الذي دفعه مقابل زوج العملات والسعر الذي يتلقاه من بيع الزوج. الطريقة الثانية لكسب المال تتمثل فيما يسمى short position، أي بيع زوج عملات وفقا لسعر السوق الراهن على أمل شرائه من جديد لاحقا بسعر أرخص. هاتان العمليتان تمنحا سوق الفوركس الإثارة الشديدة، فالجميع يستطيع جني الربح من السوق بغض النظر إن كانت في حالة صعود أو هبوط. وبقدر ما كان المتداول قادرا على التكهن بالاتجاه الذي يسير فيه السوق، يمكنه أن يهيّئ نفسه للاستفادة من اتجاهات السوق.

تابع القراءة

تعلم الفوركس وتجارة العملات

قال أوسكار ويلد يوما:"النجاح علم، إن توافرت لديك الظروف ستجني النتائج"، في تداول الفوركس، التعليم واستمرار التعلم هي إحدى الظروف الضرورية للحصول على نتائج إيجابية.

لا يحتاج الأمر لعبقري مال لمعرفة أن التعلم بشأن التداول التي يخطط للاستثمار بها قد يكون أمراً مفيدا للمشروع المالي، بعبارات أخرى، إذا جاءك صديق وأراد الاستثمار في تجارة الحرير، ولكن أيا منكما لا يعرف شيئا عن قواعد واسس هذه المتاجرة، ، فهل ستسثمر أموالك فيها ؟ بالطبع لن تفعل، لذا لمَ لا تستثمر في تجارة أخرى دون معرفة مسبقة؟ الاستثمار في الفوركس أو في أي تجارة أخرى عبر الانترنت هي بالضبط كذلك، فهي تجارة وتحتاج السير فيها بنفس الشكل الذي ستتبعه مع مشاريع تجارية أخرى.

الآن وقد بينا أنه من الصواب التعلم بشأن الفوركس قبل الاستثمار بها، علينا أن نسأل ما الذي يجب تعلمه؟ حسناً كبداية، تعد استراتيجيات الفوركس إحدى أكثر الموضوعات العملية يجب دراستها، ويعد تعلم مختلف استراتيجيات التعلم أمرا حيويا لفهم كيفية تطبيقها، هناك من سيقول "أعرف ما الذي سيفلح معي"، ولكن السبب في كون هذه الاستراتيجيات شائعة هو أن لها سجلا معقولا من النجاح، إن كنت تنوي تعلم استخدام أي استراتيجيات متاجرة خلال تجارتك اليوم فسيكون من الصائب تعلمها.

تعد الأحداث المالية الجارية موضوعا آخرا بالغ الأهمية يجب تعلمه، وقد يعتبر هذا تعلما متواصلا، وهو أمر حيوي لاتخاذ قرارات دقيقة، وبينما يعتمد العديد من المتاجرين على التحليل الفني فقط، فإن فهم أسباب التحركات الكبيرة والبقاء على دراية بالأحداث القادمة التي قد تنقل اتجاه الازواج هي أمر مهم لنجاح المتاجر.

ثمة عدد من المفاهيم ووجهات النظر في المتاجرة يمكن للمتاجر تعلمها كمعرفة إضافية، بعضها سيكون معينا للمتاجرة والأخرى للمعرفة البحتة، ويعتبر تاريخ الفوركس أحد أقل المفاهيم العملية التي يعد تعلمها ضروريا، ولكنه أيضا أحد أسرع المواضيع لقراءته، وقد يثبت تعلم استخدام أدوات التحليل الفني الفرق بين الإطار الناجح، أو آخر يعكس الخسارة.

وقد كان أوسكار ويلد محقا، فالنجاح علم، وتطوير الظروف الصحيحة هي مفتاحنا لكسب الأطر الإيجابية، هماك ظروف لا يمكننا تحديدها لأنفسنا، كالحظ، لا يوجد متاجر على وجه الأرض بوسعه أن يدعي لك بأن الحظ لم يلعب أبدا دورا في نجاحه، الحصول على تعليم فوركس جيد هو ظرف يمكننا تطويره ولو حالفنا الحظ سيقودنا لذلك لصفقات تجارة رابحة.

تابع القراءة

التحليل الفني لسوق العملات الأجنبية

في التحليل الفني لسوق العملات الأجنبية يمكن للمتداول التنبؤ بتحركات الأسعار في المستقبل عن طريق تحليل تاريخ آداء السوق، ويستخدم معظم المتداولين في سوق الفوركس التحليل الفني للحصول على منظور واسع حول تقلبات الأسعار في استثماراتهم، وحتى المتداولين باستخدام التحليل الاقتصادي يلجأون في بعض الأحيان لاستخدام التحليل الفني للحصول على صورة أوضح حول اتجاه العملة، وباستخدام التحليل الفني يمكن للمتداول تحديد ما إذا كان اتجاه السوق تصاعديا أم تنازليا أم أفقيا

وطريقة عمل التحليل الفني تعتمد على بعض الافتراضات وهي:

• تنعكس كل العوامل الأساسية للسوق في بيانات الأسعار، ويسود اعتقاد بأن الأسباب الكامنة وراء تحركات الأسعار بعيدة بشكل كبير عن التحليل الفني.
• يتقلب سوق العملات في دورات أو بعبارة أخرى يتحرك في أنماط، ويشار لتلك الأنماط بالاتجاهات وتستخدم كإشارات تحكم استراتيجية المحلل الفني للاستثمار، ويعتبر الغرض من التحليل الفني هو التنبؤ بشكل دقيق بالاتجاهات المستقبلية عن طريق تحليل الاتجاهات السابقة.
• لا يؤمن المحللون الفنيون بأن تقلبات الأسعار تحدث بشكل عشوائي، لأنها تعتمد على افتراض أن الأسعار في سوق العملات الأجنبية تتحرك بطرق يمكن التنبؤ بها، وهكذا لو تشكل اتجاه فإنه سيتم الحفاظ على هذه الحركة لفترة معينة.

يتمتع تجار سوق العملات الأجنبية بالقدرة على البحث عن نقاط الدخول والخروج لصفقاتهم باستخدام المؤشرات الفنية التي حصلوا عليها من التحليل الفني، وتظهر بعض تلك المؤشرات الفنية خرائط لحجم التداول والرسوم البيانية للأسعار والمتوسطات المتحركة، وكل نوع من المؤشرات يخدم غرضاً محدداً مثل التعرف على الاتجاهات أو تحديد قوة أو استمرارية اتجاه ما، ويعد التحليل الفني أكثر موضوعية عن التحليل الأساسي لأنه يتم استبعاد الجانب العاطفي للتداول في هذا النوع من التحليل، وبما أن المتاجرين الذين يستخدمون التحليل الفني عامة يعتمدون فقط على الرسوم البيانية لاتخاذ قراراتهم الاستثمارية، فغالباً ما يكونون متاجرين أكثر انضباطاً، ويتم تحديد نقاط الدخول والخروج للصفقة وفقاً لما تظهره الرسوم البيانية.
وتتكون أنواع الرسوم البيانية التي يستخدمها المحلل من:

رسم الاعمدة البياني

أحد أكثر مخططات الرسوم البيانية استخداماً، فهو يستخدم لإظهار تحركات الأسعار، ويشير كل عامود إلى إطار زمني محدد والذي قد يكون دقيقة واحدة أو عدة سنوات، وإذا كان الإطار الزمني طويل بما يكفي فإن أحد الأنماط ستظهر بمجرد النظر للمخطط.

مخطط الشموع اليابانية

مخطط شائع آخر يستخدم من قبل المحللين في سوق العملات الأجنبية، يوفر مخطط الشموع البيانية نظرة أعمق من مخطط العامود البسيط، وتشير كل شمعة إلى "أعلى" سعر و"أقل" سعر وسعر "الافتتاح" وسعر "الإغلاق" للإطار الزمني الذي تمثله تلك الشمعة.

مخطط النقطة والرقم

تشبه مخططات النقطة والرقم مخطط العامود، باستثناء أن أعمدة X وO التي تظهر على المخطط هي للدلالة على اجراء تعديل في اتجاه السعر، ولا يستخدم في هذا المخطط مقياس زمني متصل بيوم وسعر محددين.
وبالإضافة إلى ما سبق من مخططات، كثيراً ما يستخدم المحللون الفنيون المؤشرات الفنية في أبحاثهم، وهذه قائمة ببعض تلك المؤشرات:

مؤشرات الاتجاه

تستخدم هذه المؤشرات في التخفيف من تقلبات الأسعار حتى يمكن رؤية الاتجاهات بسهولة، بعض الأمثلة عليها هي المتوسطات المتحركة وخطوط الاتجاه.

مؤشرات القوة

الوظيفة الرئيسية لهذه المؤشرات هي تحديد مدى كثافة ميل السوق عن طريق تحليل أوضاع السوق التي عقدها المشاركون في السوق، ومفتاح مؤشرات القوة هو حجم التداول أو القوة الشرائية.

مؤشرات الدورات

تعد نظرية موجات إليوت أحد أشهر النظريات وأكثرها استخداماً لشرح الدورات في تقلبات الأسعار، فهي تدرس المواسم المتكررة في سبيل التنبؤ بموعد حدوث الدورة التالية.

الدعم والمقاومة

بكل بساطة، تعبر مستويات الدعم والمقاومة عن نقاط تحاول مستويات الأسعار باستمراراختراقها لكنها تفشل، وتشير خطوط الدعم إلى وجود أرضية للسعر، في حين تعد نقطة المقاومة سقف السعر، وكمثال جيد يمكن فيه العثور على تلك النقاط هي خطوط الاتجاه.

مؤشرات الشراء المفرط والبيع المفرط

يمكنك تحديد كيف سيكون الاتجاه قويا أو ضعيفاً بمرور الوقت باستخدام مؤشرات الزخم، وعادة ما يكون قوياً عندما يكون الاتجاه في بدايته وضعيفاً عندما يكون الاتجاه متحولاً.

تابع القراءة

التحليل الأساسي لسوق العملات الأجنبية

يهتم التحليل الاقتصادي للفوركس بالتحديد الفهم والقدرة على قياس العوامل التي تؤثر على القيمة الأساسية لسند او عملة معينة، ويمكن لتلك العوامل أن تتراوح ما بين المناخ السياسي أو الاقتصادي وحتى القضايا الأساسية التي تؤثر على احجام العرض والطلب لمنتوج أو خدمة ما، على سبيل المثال، عند حدوث انخفاض في عرض منتوج دون حدوث أي تغيير في الطلب على ذلك المنتوج سيؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار في السوق، في المقابل , فإن حدوث أي زيادة في جانب العرض سيؤدي إلى تأثير عكسي، مما سيؤدي إلى انخفاض في سعر السوق

ويقوم المحللون الاقتصاديون لسوق الفوركس بدراسة العرض والطلب على عملة دولة ما، ولتجارة السلع فيها (منتجات أو خدمات)، وطريقة إدارة البلاد وسياسة حكومتها، إلى جانب ذلك، سيقوم المحلل بدراسة تاريخ الآداء الاقتصادي السابق وتوقعات ذلك الآداء في المستقبل للبلد ككل وذلك سواءً من الناحية السياسية أو الاقتصادية، أما بالنسبة للتحليل في المدى القصير فجميع المؤشرات الاقتصادية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

باستخدام البيانات التي تم جمعها من البحوث، سيقوم المحلل ببناء نماذج مالية لإظهار القيمة الحالية والمتوقعة لعملة ما في مواجهة زوج العملات المقابلة لها، وتشير الفكرة الأساسية إلى أن أي زيادة كبيرة في جانب العرض سيؤدي إلى انخفاض قيمة العملة، وعلى العكس من ذلك، فإن أي زيادة كبيرة في جانب الطلب ستدفع قيمة العملة إلى أعلى، وبمجرد أن يكون المحلل الاقتصادي قادراً على تمييز هذا التقدير من النماذج المالية المعدة سلفاً، فسيكون قادراً على تحديد ما إذا كان سعر العملة سيرتفع أم ينخفض.

وبعض البيانات التي يعتمد عليها المتاجرون باستخدام التحليل الاقتصادي مأخوذة من المفكرة الاقتصادية، وبعض البيانات الأخرى التي يعتمد عليها المتاجرون باستخدام التحليل الاقتصادي تأتي من اعلانات المجلس الاحتياطي الفدرالي في الولايات المتحدة، ورئيس البنك المركزي الأوروبي ووزارة الخزانة الأمريكية وبعض الشخصيات البارزة في القطاعات المالية، وبالإضافة للتصريحات الرسمية، يعتمد التحليل الاقتصادي على معدل أسعار الفائدة، وعادة فإن أي زيادة في معدلات أسعار الفائدة ستتسبب في زيادة قيمة السلعة فضلاً عن ادخار المستثمرين لعملة تلك البلد، وهناك بيانات اقتصادية أخرى هامة سيتم دراستها وتشمل معدلات البطالة، ومعدل نمو الناتج المحلي الاجمالي وأرقام مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المستهلك واحصاءات ناتج الصناعة التحويلية، ويشير ارتفاع معدل الناتج المحلي الاجمالي إلى قوة الاقتصاد وهذا بدوره يؤدي لارتفاع أسعار الفائدة، بينما يشير ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك إلى ارتفاع في نسبة التضخم وسيؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى ارتفاع في أسعار الفائدة، وهو ما يعني أن قيمة عملة البلاد سترتفع، وتعد بيانات الميزان التجاري ومقدار ميزانية البلاد بيانات هامة يجب دراستها، ويشير ارتفاع العجز التجاري عادة إلى ضعف عملة البلاد.

إحدى العوائق الرئيسية في التحليل الاقتصادي أنه من الصعب اجراء تقييم دقيق للتفاعل بين المتغيرات، ولذلك تقوم كثير من التقديرات المتوقعة على خبرة المحللين الاقتصاديين وغرائزهم، علاوة على ذلك فإن سوق العملات الأجنبية لديه ميل نحو كشف اتجاهه المحتمل، مما يجعل فكرة التحليل بلا فائدة في بعض الأحيان، وهناك شيئ يجب وضعه دوماً في الاعتبار هو أن السوق يعتمد غالباً على التوقيت، فالسوق يستغرق عادة بعض الوقت للتكيف مع التغير في العوامل الاقتصادية.

تابع القراءة

الفوركس Forex - من البنوك إلى الإنترنت

منذ سنوات السبعين، ونظرا لظاهرة العولمة المتسعة والتجارة العالمية، فُتحت إمكانيات كبيرة لإجراء صفقات مالية على المستوى العالمي. على هذه الخلفية، شهد سوق الفوركس تطورا واسعا , ليس في مقاييس حجم التداول فحسب، بل وفي طرق التغطية التداول والصفقات. نستعرض فيما يلي بعض التغيرات البنيوية الأساسية التي حدثت في سوق الفوركس:

رفع القيود بشكل كبير عن حركة المال

بهدف تحفيز نمو النظام المالي قلصت الحكومات في كل أرجاء العالم، بل وفي كثير من الأحيان – ألغت على الإطلاق الرقابة والأنظمة التي كانت تفرضها على قطاعاتها المالية الوطنية. وقد أسفرت هذه الإجراءات عن زيادة القدرة التنافسية، المحلية والعالمية، للمؤسسات المالية المختلفة.

تشهد قطاعات الادخار والاستثمار تحركا جذريا نحو العولمة والمأسسة.

بفضل العولمة وتوحيد الجهود، تنفتح أمام المؤسسات المالية ومديري صناديق التمويل في العالم إمكانيات استثمار أكبر. وحيث أن الصناديق المؤسساتية تسعى إلى إحراز قدر أكبر من الربح، فإنها تبحث عن التنوّع. وهكذا، يشهد رأس المال المستثمر اختراقا متزايدا غير مسبوق للحدود الوطنية نحو أسواق العملات.

لو كان العالم بأسره يقوم على عملة واحدة، لما كان هناك سوق للفوركس، ولما كانت هناك أسعار للفوركس. الواقع الذي نعيش فيه مختلف تماما، فهو يقوم على أمم متعددة السيادة، لكل منها عملتها الخاصة. أحد أهم الأدوار التي يلعبها سوق الفوركس يكمن في تسهيله التجارة بين مختلف الأمم من شتى أنحاء العالم. لو لم يكن سوق الفوركس قائما، لما كانت ثمة آلية تسهّل عمليات الدفع بين مصدّري البلدان المختلفة ومورديها. قبل عقدين من الزمن كانت سوق الفوركس شبه مقصورة على المصارف الكبيرة التي كانت تقوم بالوساطة الرئيسية بين شركاء التجارة المقيمين في الأماكن المتباعدة.

مع إرخاء القيود على القطاعات المالية، توسعت سوق الفوركس لتشمل عددا أكبر من شركاء السوق. لم تعد المصارف التجارية اللاعب الأساسي، فالسوق الآن تضم الوسطاء وصنّاع السوق، تماما مثل صناديق التقاعد، وصناديق التحوّط، وشركات الاستثمار. لقد أصبح ضوء سوق الفوركس موجّها اليوم صوب تدفق كمية أكبر من رؤوس الأموال بدل أن يكون مقصورا على شركاء التجارة العالمية. في أعقاب رواج سوق التداول، أصبحت المنافسة شديدة وصارت شركات كثيرة تفتح أبوابها متيحةً للمتداول الصغير فرصا للتداول بالفوركس.

التطور الذي شهدته الشبكة العنكبوتية، والاختراقات المدهشة التي شهدتها التكنولوجيا في قدرات الحوسبة، دفعت سوق الفوركس إلى مرتفعات جديدة. ففي ضوء تزايُد المنافسة المتصاعدة بين المؤسسات المالية المختلفة وشركات الوساطة، ساهم التقدم التكنولوجي في تخفيض تكاليف الشركات، كما وفي تمكينها من عرض المزيد من الخدمات للمستثمر بالتجزئة.

يتيح التقدم الذي تشهده تكنولوجيا الإنترنت إجراء عمليات التداول في وقت حقيقي والنفاذ إلى كميات هائلة من المعلومات عن أحوال السوق العالمية، ما يؤدي إلى حدوث نقلة نوعية – من التداول مع مؤسسة قائمة على الحجر والإسمنت كالبنك، إلى التعاطي على الإنترنت مع وسطاء عالميين للفوركس. حتى يومنا هذا، لا تزال الأسواق المالية تمر كل يوم في عمليات تطور وتقدم. لقد نمت سوق الفوركس أكثر بكثير مما كان يمكن التنبؤ به، وهي سوف تواصل نموها آخذةً معها المتداولين بالتجزئة نحو المزيد من التطور والتقدم.

تابع القراءة